أثبت علماء في مؤسسة البحوث الإسلامية الأميركية
«أن حركات الصلاة تعتبر علاجاً طبيعياً ورياضةً تعمل على تحريك جميع أجزاء الجسم، وهي مفيدة لحالات الشيخوخة التي يصاب فيها المسنون بتآكل الغضاريف وتيبّس المفاصل».
وأفادوا أن أداء فريضة الصلاة في الإسلام هو طريقة مفيدة لتخفيف
آلام المفاصل والظهر، لما تتضمّنه من ركوع ووقوف وسجود،
موضحين أن أداء الصلاة خمس مرات يومياً يساعد في تليين
المفاصل وتخفيف تصلّبها عند الكثير من المصابين بالأمراض
الروماتيزمية، ويفيد من يعانون من تيبّس العمود الفقري بشكل
خاص.
أهمية الصلاة في علاج هذه الآلام..


آلام الركبة

يشرح استشاري جراحة العظام والمفاصل الدكتور فايز فلمبان
«أن من يعانون من آلام الركبة لا يواجهون صعوبةً كبيرةً في
الوقوف أو الركوع أثناء الصلاة. فعند أداء هذه الفريضة، تكون
الركبتان والظهر بشكل مستقيم، ما يساهم في مدّ عضلات الفخذين
الخلفية إلى أقصى مدى وبدون جهد كبير».
ويضيف «أن مدّ العضلات يساعد على شفاء الركبة إذا كانت
مصابة، ويحافظ على لياقتها».

ويتدخّل استشاري أمراض الروماتيزم والمفاصل والمناعة الذاتية
الدكتور إياد الشواف، ليوضح
«أن الجلوس في وضعية التشهّد يضع مفصل الركبة في أقصى
درجة القبض، ويبسط عضلة الفخذ الأمامية ويمدّ عضلات الساق
الأمامية إلى أقصى حد، حيث يكون مفصل الكاحل في أقصى
درجة للفرد عند وضع الكاحل تحت الورك، مما ينتج فائدةً عظيمةً
للمفاصل،

إذ يماثل هذا الوضع المبادئ الأولية التي يستخدمها اختصاصي
العلاج الطبيعي لتحريك المفصل ومحاولة دفعه إلى أقصى زوايا
القبض والبسط».
وينصح الأشخاص الأصحاء والمرضى بإجراء هذه التمارين، من
خلال الإلتزام بأداء أوضاع الصلاة بطريقة صحيحة لكونها بمثابة
تمارين تقوّي وتنشّط حركة مفاصل الركبتين.
أما من يعانون من التهابات الركبتين فسيجدون صعوبة عند قيامهم
بوضع التشهّد بصفة مستمرة،
وهنا ننصح باستخدام الكرسي أو الجلوس على الأوراك كاملاً أو
ما يسمّى «وضعيّة التربيع».

آلام القدمين

السؤال عن أسباب الآلام الشديدة في الأقدام والعراقيب التي يعاني
منها كثيرون أثناء الجلوس خلال أداء الصلاة،
يجيب عنه استشاري جراحة القدم والكاحل الدكتور سامر بندقجي،
بالقول:
«تتعدّد الأسباب المسؤولة عن آلام العراقيب، ولكن أكثرها شيوعاً
هو التهاب النسيج الذي ينشأ من الكعب وينتهي بالأصابع والذي
يمسك مقدّمة القدم بمؤخرتها، وبذلك يمنع تضرّر بنية القدم عندما
نضع وزناً عليها.
وينشأ هذا الإلتهاب من تمزّق مجهري لهذا النسيج عند نقطة نشوئه
من أسفل عظمة الكعب، وغالباً ما يكون الألم في أشده عند أول
خطوة في الصباح أو بعد النهوض من جلوس طويل أو بعد المشي
لمدّة طويلة».
ويوضح أن علاج هذه الحالة يتمّ عبر حقنة وحبوب يتناولها
المريض لمدّة أسبوعين تمنع معاودة هذا الإلتهاب،
لافتاً إلى
«أن ارتداء الأحذية الطرية والمسطّحة خلال فترة هذا الإلتهاب تؤلم أكثر، ولذا من الأفضل الإستعاضة عنها بالأحذية ذات الكعب الذي يبلغ طوله حوالي 5 سنتمترات».


آلام الظهر

يقول الدكتور إياد الشواف
«أن المداومة على أداء الصلاة بانتظام تعزّز عضلات الظهر
وتقوّيها، مع مراعاة تجنّب الجلوس أو الوقوف الطويل أثناء أداء
صلاة القيام، وأخذ فترات راحة قصيرة بين ركعاتها».
ويضيف:
«يمكن ممارسة رياضة المشي أو إجراء تمارين مدّ عضلات أسفل
الظهر بشكل يومي، وذلك بهدف المساعدة على زيادة القدرة
الحركية للجسم، وبالتالي التمكين من أداء الصلاة بتضرّع
وخشوع».

ويعلّق استشاري جراحة عظام الأطفال وتقويمها الدكتور زكي
نواوي، بالقول:
«رغم أن أداء فريضة الصلاة يعتبر ممارسة لبعض التمارين التي
تخفّف من آلام الظهر،

إلا أن الأوضاع الخاطئة التي يتّخذها المصلّون قد تتسبّب في زيادة
الآلام بشكل كبير».
مردفاً:
«يجب التمييز بين نوعين رئيسيين من آلام الظهر: النوع الأول،
يزداد بالجهد ويخفّ بالراحة ويسمى
«ألم الظهر الميكانيكي»،
ويعود إلى أسباب مختلفة متمثّلة في: الخشونة، انقراص الفقرات،
إنفتاق النواة اللبية ومتلازمة جذر العصب.
أما النوع الثاني والذي غالباً ما يبدأ في سن الشباب، فيزداد بعد
ساعات من عدم الحركة
(خلال الليل أو في ساعات الصباح الأولى أو عند الإستيقاظ من
النوم)،
ويخفّ هذا الألم عند القيام بأي مجهود خفيف، ليزداد ثانيةً في
نهاية اليوم،
ويسمّى «ألم الظهر النهابي»،
ومن أهم أسبابه التهاب الفقار اللاصق، والذي يمكن أن يصيب
أيضاً الأوراك ومفاصل الجسم الأخرى».

وقد طرأ تطوّر كبير في علاج هذه الحالات في السنوات الأخيرة،

ولذا ينصح بمراجعة الطبيب المتخصّص بأمراض المفاصل
والروماتيزم للتشخيص الدقيق، ثم وضع خطّة علاج مناسبة.



توصيات الأطباء

للتخفيف من آلام المفاصل، بصــــورة عــامــــة، ينصـح

الأطباء بـ:

> إنقاص الوزن لتخفيف الثقل على مفصل الركبة، وذلك من خلال
الحد من تناول النشويات والدهون، والإكثار من الخضر والفاكهة.

> تجنّب الوقوف لفترات طويلة، وتفادي تكرار صعود ونزول
السلالم لأن ذلك يؤدي إلى زيادة الضغط على مفصل الركبة.

> تجنّب ثني مفصل الركبة إلى ما يتجاوز تسعين درجة، سواء
تحت الكرسي الذي نجلس عليه أو أثناء الصلاة، خصوصاً في
وضعية قراءة التشهّد.

> تلافي بعض وضعيات الجلوس الخاطئة، المتمثلة في تربيع
الساقين أو الجلوس في وضع القرفصاء أو الجلوس على الأرض أو
الجلوس مع ثني الساق أسفل الجسم.

> إذا كان المريض يعاني من آلام في الركبة وفي مرحلة متقدمة من
الإصابة، يجب عليه تجنّب استخدام الدراجة الثابتة أو المتحركة، إذ
تؤدي إلى زيادة الإحتكاك بين الأسطح المفصلية للركبة.

> الحرص على ارتداء الأحذية المريحة.

> الراحة للتحكم في آلام الإلتهابات، والإبتعاد عن الإجهاد بشكل
مستمر.

> عدم مزاولة الأعمال المنزلية لمدة طويلة.

> وضع الساقين على وسادة أثناء النوم، بحيث تكونان مرتفعتين
عن مستوى الجسم لإراحتهما باستمرار.

> إستغلال حركات الصلاة السليمة عند الوقوف والركوع والسجود
لتحريك المفاصل وزيادة ليونتها.



وضعية التشهّد في الصلاة

تعوق التهابات المفاصل الجلوس في وضعية التشهّد في الصلاة.
وفي هذا الإطار،
لا بدّ أن نلاحظ علامات ازدياد التهاب الركبة المتمثّلة في الشعور
بامتلاء الركبة وازدياد آلامها،
ما يعني ازدياد السوائل الطبيعية في داخلها، فالركبة تستجيب
للإلتهاب عندما يزيد السائل المفصلي اللزج داخلها. فإذا لاحظ
الشخص هذا الشعور فعليه تخفيف الضغط على ركبته، وذلك بتفادي
الجلوس في وضعية التشهّد.


هام لمرضى المفاصل...

يشير الدكتور فايز فلمبان إلى ضرورة الإمتناع عن تناول بعض
الأطعمة، خلال شهر رمضان،
مما يساعد على التخفيف من آلام المفاصل بصورة عامّة.
وتتمثّل هذه الأطعمة، في الأملاح والمخلّلات والتوابل لآثارها
الجانبية السيئة على المفاصل، إذ تترسّب الأملاح بها وتتسبّب في
التهاب نهايات الأعصاب،
فضلاً عن التخفيف من تناول اللحوم الحمراء.
بالمقابل،
ينصح بتناول الأسماك الغنية بالزيوت، الخضر الخضراء اللون
الطازجة، اللحوم البيضاء، بالإضافة إلى شرب المياه بكميات
كبيرة، وكذلك العصائر الطازجة التي تحتوي على نسبة قليلة من
الأملاح.


النقرس

يعرّف النقرس بأنه نوع من التهاب المفاصل الشديد الآلام، تظهر
أعراضه الأساسية بانتفاخ مؤلم يصيب مفصلاً واحداً، غالباً ما
يكون في القدم
(إبهام القدم أو في الكاحل أو في الركبة)،
وقد يصيب المفاصل الأخرى.
وعادةً ما يصيب الرجال خلال العقد الثالث أو الرابع،
والنساء بعد انقطاع الطمث، فضلاً عن المصابين بأمراض الكلى.

وقد يمنع معظم المصابين به من أداء صلاة القيام، سواء التراويح أو
التهجد، إذ تشتدّ آلام أقدام المصابين به أثناء وقوفهم لفترات طويلة
خلال الصلاة، مما يدفعهم إلى الإمتناع عنها».

وفي هذا الإطار، ينصح الدكتور بندقجي باستعمال الأدوية التي
تخفّض مستويات الحمض البولي، بالإضافة إلى إدخال تغيّرات على
أسلوب الحياة التي يعيشها المريض،
متمثّلة في التحكم في الوزن، الحدّ من تناول اللحوم الغنية بمجموعة
من مركبات الحمض البولي خصوصاً أثناء الشهر الكريم.
ويفضّل تجنّب الوقوف أثناء أداء صلاة القيام، واللجوء إلى الجلوس
بصفة مستمرة منعاً لزيادة الآلام الناتجة عن هذا المرض.